ما هو إلتهاب الكبد الفيروسي (ب) ؟

هو إلتهاب فيروسي يصيب الكبد. معظم من يصابون بهذه العدوى لا يشعرون بالمرض مطلقا، وقد يتعافون تماما، ربما تغيرت ألوان أعينهم بنوع من الاصفرار وهذه حالة تسمى بالصفار أو اليرقان، قليل من هؤلاء يكون لديهم إلتهاب الكبد الحاد الذي قد يكون من النادر مميتاً و هذا يحدث لدي نسبة 5 % تقريبا من المصابين بعدوى مزمنة ربما تؤدي إلي تليف الكبد.

ما هي أعراض الإصابة بالفيروس؟

بعد الإصابة بالفيروس بـ 60-120 يوم تبدأ الأعراض بالظهور. ولكن تظهر الأعراض فقط في 50% من المصابين البالغين، أما بالنسبة للرضع والأطفال فنسبة ظهور الأعراض تكون في الغالب أقل. بعض الناس يصبحون مرضى جدا بعد إصابتهم بالفيروس.

أما الأعراض المرضية فيمكن أن تشمل:

  • يرقان (اصفرار الجلد والعينين)
  • تحول البول إلى اللون الداكن كلون الشاي
  • تحول البراز إلى اللون الفاتح
  • أعراض كأعراض الأنفلونزا (فقدان الشهية، ضعف عام وإعياء، غثيان وقيء)
  • حمى، صداع أو ألم في المفاصل
  • طفح جلدي أو حكة
  • ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن
  • عدم تحمل للطعام الدسم والسجائر

هذه الأعراض عادة لا تظهر لدى أغلبية المرضى المصابين بهذا الفيروس ولكنها تكون شائعة أكثر عند الذين يصابون بالالتهاب وهم كبار. الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحديد المرض هي تحليل الدم الخاص بهذا الفيروس.

كيف تتم العدوى؟

يتواجد فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل (السائل المنوي - الإفرازات المهبلية - حليب الأم - الدموع - اللعاب). وتتم العدوى عند التعرض لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية، استخدام إبر ملوثة، عن طريق الفم، أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد. بمقدور فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر ومن الممكن الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان. ومع ذلك فإنه في حوالي من %30 من الحالات لا تعرف الطريقة التي تمت بها العدوى.

إذا نستطيع تلخيص طرق انتقال هذا الفيروس من شخص إلى آخر كالتالي:

  1. من الأم إلى الجنين
  2. انتقال بين أفراد العائلة
  3. انتقال عن طريق الممارسة الجنسية وسوائل الجسم
  4. طرق أخرى غير معروفة

هل أنا معرض لخطر الإصابة بالفيروس؟

هل سبق لك الإصابة بمرض جنسي؟
هل سبق لك أن عاشرت جنسيا أكثر من شريك واحد؟
هل سبق لك أن شاركت في استعمال الإبر (الحقن) أو شاركت في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن المشترك؟
هل تقوم بإجراء غسيل كلوي أو تتلقى نقل دم أو مشتقاته؟
هل تعيش مع شخص مصاب بالفيروس؟
هل سبق لك أن تعرضت للحجامة، للوشم، لثقب الأذن أو الأنف، أو للختان؟
هل تقوم بمشاركة أحد ما في أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان؟
هل تعمل في مجال تتعرض فيه إلى التعامل بالدم أو سوائل الجسم الأخرى؟

إذا أجبت بنعم لأي من الأسئلة فربما تكون معرضا لخطر عدوى الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب).

ما هي الأشياء التي يجب اتباعها لمنع انتقال الفيروس (ب) للآخرين؟

إذا اتبعت الاحتياطات التالية فليس باليسير أن تصيب الآخرين بالعدوى:

  1. عدم الخوض في العلاقات الجنسية المحرمة،ويجب تشجيع من تعيش معهم لمقابلة الطبيب للفحص بشأن الالتهاب الوبائي (ب) وإذا لم يكونوا مصابين بالعدوى وليس لديهم مناعة عليهم بتلقي التطعيم من التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب).
  2. لا تستعمل هذه الأشياء مع الآخرين مطلقا:فرشة الأسنان ، ماكينة الحلاقة ، مبرد تنظيف الأظافر والأشياء الأخرى التي تحتوي علي كمية من الدم أو سوائل الجسم الأخرى.
  3. يجب استعمال العازل الذكري أثناء الممارسة الجنسية بين الزوجين المصاب أحدهما بالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب) حتى استكمال التطعيمات ضد هذا المرض.
  4. يجب إخطار طبيبك وطبيب الأسنان والآخرين ممن يهتمون بصحتك بأنك حامل لفيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) لأخذ الاحتياطات اللازمة.
  5. أما إذا كان حامل الفيروس أنثي حامل فيجب إخطار الطبيب أنها تحمل فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) وذلك لحماية الطفل عند الولادة بالتطعيم ضد هذا المرض.
  6. الامتناع عن التبرع بالدم.
  7. تنظيف أي نقطة دم تنزل من جسمك بمطهر ومياه ومسح الجرح بسائل مطهر.
  8. يجب التخلص من أي مادة ملوثة بالدم مثل الحشوات ، الضمادات ، الإبر ، الزجاج المكسور، خيط تنظيف الأسنان بوضعها في وعاء بلاستيكي ووضعها في النفايات ، ويجب التأكد من الأشياء حادة الأطراف الملوثة بالدم في وعاء مأمون.
  9. يجب تضميد كل الجروح والتقرحات.
  10. يمكنك تحضير وتقديم أي طعام بعد التأكد من أنك لا تنزف ، ولا يوجد بيدك قرحة أو جرح ينثر سائل أو دم.
  11. إذا كنت ممن يعملون في الحقل الصحي فيجب أن تخبر المشرف عليك بأنك من حاملي فيروس الكبد الوبائي (ب) ويجب تعلم الطرق التي تحد من انتشار العدوى للآخرين من خلال عملك.
  12. تجنب السباحة في الأحواض العامة إذا كنت مصابا بجروح أو تقرحات مفتوحة.

هل ينتقل الفيروس (ب) عن طريق التعاملات البسيطة؟

لا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (ب) عن طريق التعاملات البسيطة مثل:

  • المصافحة
  • القبلات العادية التي لا تحمل لعابا
  • تناول طعام تم إعداده عن طريق شخص حامل للفيروس
  • زيارة مصاب بالمرض
  • اللعب مع طفل حامل الفيروس
  • العطاس أو السعال
  • الأكل والشرب من وعاء واحد

ماذا يحدث بعد الإصابة بالفيروس؟

بعد الإصابة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الفيروس عند 95% من البالغين وبذلك يتم شفائهم خلال شهور قليلة ولن تتم إصابتهم به مرة أخرى بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس والتي يمكن اكتشافها بواسطة تحليل الدم المسمى أنتي إتش بي أس Anti-HBs. هذا يعني أن المريض قد شفي من هذا المرض ولن يعود إليه مرة أخرى وليس حاملا للفيروس، أي لن ينقل الفيروس للآخرين.تكون نتيجة هذا التحليل Anti-HBs غالباً إيجابية عندما يأخذ الشخص التطعيم الخاص بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب.(

أما بالنسبة لحوالي %5 من البالغين و25% إلى %50 من الأطفال أقل من 5 سنوات و%90 من حديثي الولادة المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) لا يستطيعون التخلص من هذا الفيروس ويصبحون بذلك مصابين و (أو) حاملين لهذا الفيروس، أي بإمكانهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين.

ما الفرق بين حامل الفيروس والمصاب بالمرض؟

الحامل للفيروس عادةً لا تحدث له أية علامات أو أعراض للمرض كما أن إنزيمات الكبد لديه تكون طبيعية ولكنه يظل مصاباً لسنوات عديدة أو ربما مدى الحياة ويكون قادراً على نقل الفيروس لغيره. معظم حاملي الفيروس لا يعانون من مشكلة حقيقية مع الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) ورغم أنهم يعيشون بصحة جيدة إلا أن قلة منهم يكونون عرضةً أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الكبدي المزمن والتليف وأورام الكبد. والأورام تنشأ عادة عند الأشخاص الذين أصبح لديهم تليف كبدي.

منعاً من انتقال هذا الفيروس بواسطة حامل الفيروس يجب عليه أن لا:

  • يقوم بالمعاشرة الجنسية إلا إذا كان الطرف الأخر لديه مناعة أو قد تلقى التطعيمات اللازمة ضد هذا الفيروس وإلا فعليه أن يلتزم بارتداء العازل الطبي
  • يتبرع بالدم أو البلازما أو أي من أعضاءه للآخرين أو أن يشارك استخدام أمواس الحلاقة أو فرش الأسنان أو مقصات الأظافر
  • يقوم بالسباحة في المسابح في حالة وجود جروح في الجلد

ويجب على حامل الفيروس:

  • مراجعة الطبيب المختص كل 6-12 شهراً لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الكبد على ما يرام
  • الابتعاد نهائياً عن تناول المشروبات الكحولية لما لها من أثر مدمر على الكبد وخاصة لحاملي هذا الفيروس
  • عدم استعمال الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب وتحت إشرافه وذلك لأن كثير من الأدوية من الممكن أن تؤثر على الكبد
  • تناول الغذاء الصحي المتوازن والمواظبة على ممارسة الرياضة
  • فحص أفراد العائلة وإعطاء التطعيم لغير الحاملين للفيروس والذين ليس لديهم مناعة
  • أخذ الحذر من الإصابة بفيروس الكبد (د)

أما المصاب بالمرض فهو مصاب بالفيروس إصابة مزمنة أي لم يستطيع التخلص منه خلال ستة أشهر مع وجود ارتفاع في أنزيمات الكبد. يتم تأكيد الإصابة المزمنة عن طريق أخذ عينة من الكبد وفحص نشاط الفيروس في الدم HBe-Ag و HBV-DNA أو ما يسمى بتحليل الـ PCR. وهذا يعني أن الفيروس يهاجم الخلايا وإذا استمر هذا الالتهاب المزمن النشط لفترة طويلة فمن الممكن ظهور أنسجة ليفية داخل الكبد وهذا ما يسمى بالتليف الكبدي.

والتليف يؤدي إلى:

  1. إلى خشونة الكبد وتورمها
  2. الضغط على الأوردة مما يعيق تدفق الدم فيها ومن ثم يرتفع ضغط الوريد البابي مما يؤدي إلى ظهور دوالي في المريء والمعدة أحياناً والتي قد تنفجر مسببة نزيفاً دموياً يظهر على شكل قيء دموي أو تحول لون البراز إلى اللون الأسود وقد يؤدي إلى ظهور الاستسقاء والتعرض لحدوث اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية
  3. قابلية أكبر لظهور أورام الكبد.

هل هناك تطعيم ضد إلتهاب الكبد (ب)؟

نعم من الممكن منع الإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منه علي ثلاث جرعات علي هيئة إبرة عضلية في الكتف تؤخذ الأولى وبعد شهر تؤخذ الثانية وبعد ستة أشهر من تاريخ الأولى تؤخذ الجرة الأخيرة وينصح بتلقي الجرعات الثلاث في مواعيدها المحددة لضمان فعالية التطعيم والوقاية من الفيروس .

هذا التطعيم فعال في 95 % من الأشخاص الذين استخدموه ويمنع الإصابة بهذا الفيروس لمدة طويلة.

ماذا عن التغذية والأدوية ؟

يمكنك أكل غذاء جيد ومتوازن بدون أي تحفظات ولكن يجب معرفة أن تناول الكحول مدمر للكبد خاصة للمرضى المصابين بالفيروس (ب)وأيضا يجب الابتعاد قدر الأماكن عن الأدوية وعدم استعمالها إلا عند الضرورة.

ماذا عن الحمل إذا كانت الأم مصابة أو حاملة للفيروس (ب)؟

أكثر من %90 من الحوامل اللاتي لديهن هذا الفيروس ينقلن العدوى لأطفالهن عند الولادة، ولهذا يجب على النساء الحوامل إجراء اختبار التهاب الكبد (ب) خلال فترة الحمل لمعرفة ما إذا كن مصابات به أم لا، و لا بد من تطعيم جميع الأطفال بعد الولادة مباشرة لحمايتهم من الإصابة بهذا المرض ولإكسابهم مناعة تستمر معهم لمدة طويلة، إن برنامج التطعيم الإجباري ضد هذا الفيروس لجميع المواليد يقيهم شر الإصابة بهذا الفيروس وهو فعال في حدود %95.